مَارَسَ الْأمَازِيغُ أنْشِطَةً اقْتِصادِيَّةً مُتَنَوِّعَةً، وَ كَانَتْ لَهُمْ مُعْتَقَدَاتهُمْ الدِّينِيَّة الْخَاصَّة، كَمَا خَلَّفُوا بَعْضَ الْآثَارِ.
1. اَلْأنْشِطَةُ الاِقْتِصَادِيَّةُ الْأمَازِيغِيَّةُ بِالْمَغْرِبِ الْقَدِيمِ:
o مَارَسَ سُكَّانُ الْمَغْرِبِ الْأَوَّلُونَ الْفِلَاحَةَ مِنْ زِرَاعَةِ وَ تَرْبِيَةِ الْمَوَاشِي، وَ قَدْ وَصَلَتْ هَذِهِ الْفِلَاحَةُ مُسْتَوًى مِنَ الِازْدِهَارِ جَعَلَتْ مُلُوكَ الْمَغْرِبِ كَيُوبَا الثَّانِي يَفْتَخِرُونَ بِنَقْشِ رُمُوزِهَا مِنْ سَنَابِلِ الْقَمْحِ وَ عَنَاقِيدِ الْعِنَبِ وَ الْخُيُولِ وَ الْبَقَرِ عَلَى نُقُودِهِمْ قَبْلَ أنْ تَطَأَ أقْدَامُ الْفِينِيقِيِّينَ وَ الْقَرْطَاجِيِّينَ أرْضَ الْمَغْرِبِ.
o اِسْتَعْمَلَ الْأمَازِيغُ فِي عَمَلِيَّتَيِ الْحَرْثِ وَ الدَّرْسِ الدَّوَابَ (اَلثِّيرَانُ، اَلْبِغَالُ، اَلْخُيُولُ، اَلْجِمَالُ)، كَمَا اسْتَعْمَلُوا مَجْمُوعَةً مِنَ الْأدَواتِ الزِّراعِيَّةِ كَالْمِنْجَلِ وَالْمِجْرَفَةِ وَالْمِحْرَاثِ الْخَشَبِيِّ وَ الْمِعْوَلِ.
o لَا شَكَّ أنَّ الصَّيْدَ كَانَ يَضْمَنُ تَوْفِيرَ قِسْطٍ هَامٍّ مِنَ اللَّحْمِ لِقُدَمَاءِ الْأمازِيغِ، حَيْثُ عُثِرَ فِي مَدَافِنِهِمْ عَلَى عِظَامِ حَيَوَانَاتٍ عَاشِبَةٍ كَالْوَعْلِ وَ الْأرانِبِ وَ قُرُونِ الْغِزْلَانِ.
2. اَلْمُعْتَقَدَاتُ الدِّينِيَّةُ الْأمَازِيغِيَّةُ فِي الْعَصْرِ الْقَدِيمِ:
o تُشِيرُ الدِّرَاسَاتُ إلَى أنَّ الْأمَازِيغَ الْأوَائِلَ عَبَدُوا آلِهَةً مُخْتَلِفَةً، وَ كَثِيرًا مَا تَعَلّقَتْ مُعْتَقَدَاتُهُمْ بِالْأرْضِ، إذْ قَدَّسَ الْأجْدادُ مِنْ سُكّانِ شَمَالِ إفْرِيقيا آلِهَةً كَانُوا يَعْتَقِدُونَ أنَّها تُؤَثِّرُ عَلَى مَرْدُودِ الْأرْضِ وَ تُسَخّرُ السَّحابَ وَ تَصْفَحُ عَنِ المُسِيءِ إنْ أخْطَأ.
o اِعْتَنَقَ الْأمازِيغُ كَذَلِكَ الدِّيَانَةَ الْيَهُودِيَّةَ بِسَبَبِ احْتِكَاكِهِمْ بِالْيَهُودِ الْقَادِمِينَ مِنْ أورْشَلِيم (اَلْقُدْس) بَعْدَ الْخَرَابِ الّذِي لَحِقَ بِالْمَدِينَةِ الْمُقَدَّسَةِ.
o عَبَدَ الْأمَازِيغُ الشَّمْسَ وَ الْقَمَرَ وَ الْبَحْرَ، كَمَا تَأثّرُوا بِالدِّيَانَاتِ الْمِصْرِيَّةِ الْقَدِيمَةِ الّتِي اشْتَرَكُوا مَعَهَا فِي عِبَادَةِ الإلَهِ آمُون. كَمَا اعْتَنَقُوا الْمَسِيحِيَّةَ وَ سَاهَمُوا فِي إغْنَائِهَا.
3. اَلْآوَانِي الْخَزَفِيَّةُ كَآثَارٍ مُعَبِّرَةٍ عَنِ الْحَضَارَةِ الْأمَازِيغِيَّةِ:
o اُسْتُخْدِمَتِ الْأوانِي فِي الْأصْلِ كَأَدَواتٍ مَنْزِلِيَّةٍ لَدَى الْأمازِيغِ كَما اسْتُعْمِلَتْ كَوَسَائِلَ لِلتَّزْيِينِ، وَ هِيَ بَقَايَا مَادِيَّة تُساعِدُ عَلَى كِتَابَةِ التّارِيخِ.
o مِنْ بَيْنِ الْإنْتَاجَاتِ الْحِرفِيَّةِ وَ الصِّناعِيَّةِ الّتِي عَرَفَتْ تَطَوُّرًا مَلْحُوظًا بِفَضْلِ إدْخَالِ الْمِخْرَطَةِ: أوَانِي الْعُطُورِ، أوَاني الشّرْبِ وَ تَقْدِيمِ الشّرَابِ، أوَانِي نَقْلِ الْمَاءِ، أوَانِي نَقْلِ وَ خَزْنِ الْمَوَادِّ الْغِذائِيَّةِ.
o تَمُرُّ صِنَاعَةُ الْخَزَفِ بِأرْبَعَةِ مَرَاحِلَ أسَاسِيَّة: تَحْضِيرُ الطّينِ، اِسْتِعْمَالُ الْمِخْرَطَةِ لِتَشْكِيلِ الْإناءِ الْخَزَفِيِّ، وَضْعُ الْإناءِ فِي الْفُرْنِ لِتَجْفِيفِهِ، تَزْيِينُهُ بِرُسُومٍ وَ نُقُوشٍ مُنَاسِبَةٍ.