مَنْهَجِيَّةُ عَمَلِ الْمُؤَرِّخِ

 لِدِرَاسَةِ الْأحْدَاثِ التَّارِيخِيَّةِ يَقُومُ الْمُؤَرِّخُ بِثَلَاثِ خُطُوَاتٍ رَئِيسِيَّةٍ:

تَعْرِيفُ الْوَقَائِعِ التَّارِيخِيَّةِ

تَفْسِيرُ الْوَقَائِعِ التَّارِيخِيَّةِ 

تَرْكِيبُ الْوَقَائِعِ التَّارِيخِيَّةِ 

1.   تَعْرِيفُ الْوَقَائِعِ التَّارِيخِيَّةِ:

§       اَلتَّعْرِيفُ هُوَ حَصْرُ الْأحْدَاثِ وَ تَسْمِيَتِهَا وَ تَعْيِينِهَا، وَ هِيَ مَرْحَلَةٌ تَسْبِقُ كُلَّ تَفْسِيرٍ لِلْمُشْكِلَةِ الْمَطْرُوحَةِ.

§       يَقُومُ الْمُؤَرِّخُ فِي هَذِهِ الْمَرْحَلَةِ بِتَحْدِيدِ الزَّمَانِ وَ الْمَكَانِ وَ الْأسْبَابِ، عَبْرَ الْإجَابَةِ عَنِ الْأسْئِلَةِ: مَا ؟ مَنْ؟ مَتَى؟ أيْنَ؟ لِمَاذَا؟.

§       يَعْتَمِدُ الْمُؤَرِّخُ فِي هَذِهِ الْمَرْحَلَةِ عَلَى وَثَائِقَ مَكْتُوبَةٍ وَ شَهَادَاتٍ شَفَوِيَّةٍ وَ آثَارٍ مَادِّيَّةٍ.

o     وَثِيقَةٌ مَكْتُوبَةٌ: نَصٌّ مَكْتُوبٌ، شَخْصِيٌّ أوْ رَسْمِيٌّ، نَحْصُلُ عَلَيْهِ مِنْ مَصَادِرَ مُخْتَلِفَةٍ، كَالْمَخْطُوطَاتِ، وَ الرَّسَائِل، وَ الْمُذَكِّرَات ...

o     شَهَادَةٌ شَفْهِيَّةٌ: رِوَايَةٌ يَحْكِيهَا شَخْصٌ مِنَ الْحَاضِرِ عَنْ وَقَائِعَ مَاضِيَةٍ عَاشَهَا، أوْ سَمِعَ عَنْهَا.

o     آثَارٌ مَادِّيَّةٌ: مَعَالِمٌ وَ بَقَايَا مَادِّيَّةٌ تَعُودُ لِفَتْرَةٍ تَارِيخِيَّةٍ مُعَيَّنَةٍ، وَ تَشْهَدُ عَلَى وَقَائِعَ تَارِيخِيَّةٍ أوْ حَضَارَةٍ مُعَيَّنَةٍ.

2.   تَفْسِيرُ الْوَقَائِعِ التَّارِيخِيَّةِ:

§       لِكُلِّ حَدَثٍ تَارِيخِيٍّ أسْبَابٌ وَ نَتَائِجٌ تَخْتَلِفُ فِي أهَمِّيَتِهَا، وَ مِنْ وَاجِبِ الْمُؤَرِّخِ أنْ لَا يَكْتَفِيَ بِتِعْدَادِ الْأسْبَابِ بَلْ أنْ يُقَدِّرَ مَدَى أهَمِّيَّةِ كُلِّ سَبَبٍ.

§       خُطُوَاتُ التَّفْسِيرِ التَّارِيخِيِّ هِيَ:

o     تَصْنِيفُ الْأسْبَابِ: سِيَاسِيَّةٌ، اِقْتِصَادِيَّةٌ، اِجْتِمَاعِيَّةٌ.

o     تَرْتِيبُ الْأسْبَابِ حَسَبَ أهَمِّيَتِهَا: رَئِيسِيَّةٌ ـ ثَانَوِيَّةٌ، مُبَاشِرَةٌ ـ غَيْرُ مُبَاشِرَةٍ.

o     رَبْطُ الْعَلَاقَاتِ بَيْنَ الْأسْبَابِ: سِيَاسِيٌّ ـ اِقْتِصَادِيٌّ، دَاخِلِيٌّ ـ خَارِجِيٌّ.

3.   تَرْكِيبُ الْوَقَائِعِ التَّاريخِيَّةِ:

§       يَدُلُّ التَّرْكِيبُ عِنْدَ الْمُؤَرِّخِ عَلَى الْعَمَلِيَّةِ الَّتِي يَنْتَقِلُ بِهَا مِنَ الْبَسِيطِ إلَى الْمُرَكَّبِ وَمِنَ الْجُزْءِ إلَى الْكُلِّ.

§       أنْوَاعُ التَّرْكِيبِ التَّارِيخِيِّ: سَرْدٌ مُنَظَّمٌ، جَدْوَلٌ كْرُونُولُوجِيٌّ، خُطَاطَةٌ ذِهْنِيَّةٌ

o     سَرْدٌ مُنَظَّمٌ: عَرْضُ وَقَائِعَ تَارِيخِيَّةٍ بِاتِّبَاعِ تَسَلْسُلٍ كْرُونُولُوجِيٍّ أوْ مَوْضُوعَاتِيٍّ، يَتَضَمَّنُ التَّعْرِيفَ وَ التَّفْسِيرَ، وَ هُوَ نَوْعٌ مِنْ أنْوَاعِ التَّرْكِيبِ.

o     جَدْوَلٌ كْرُونُولُوجِيٌّ: يَتَضَمَّنُ الْأحْدَاثَ وَ الْوَقَائِعَ التَّارِيخِيَّةَ وَ السَّنَوَاتِ الَّتِي تُقَابِلُهَا بِشَكْلٍ مُتَدَرِّجٍ مِنَ الْأقْدَمِ إلَى الْأحْدَثِ فِي مُخْتَلَفِ الْمَجَالَاتِ السِّيَاسِيَّةِ وَ الِاقْتِصَادِيَّةِ وَ الِاجْتِمَاعِيَّةِ وَ الْفِكْرِيَّةِ ...

خُطَاطَةٌ ذِهْنِيَّةٌ: وَسِيلَةُ تَلْخِيصٍ أوْ تَرْكِيبٍ تَجْمَعُ بَيْنَ التَّعْرِيفِ وَ التَّفْسِيرِ فِي خُطَاطَةٍ تَرْبِطُ عَلَاقَاتٍ بَيْنَ مَظَاهِرِ الْحَدَثِ التَّارِيخِيِّ وَ أسْبَابِهِ.